من نحن

في العام 1983 تم تأسيس مركز الأبحاث والدراسات والذي صدرت عنه مجلة (النهج) الفكرية، إضافة إلى قيام المركز بنشر عشرات الكتب الفكرية والسياسية، وتنظيم مؤتمرات وطاولات حوارية لمناقشة العديد من القضايا المعاصرة، وما مر به العالم من تطلعات وتجاذبات وأزمات.

وخلال السنوات التي شهدت ترسيخ فكرة المشروع من خلال النشاط المتميز لمركز الأبحاث والدراسات والأعداد التي كانت تصدر من مجلة النهج، أخذت المفاهيم التي تشكل جوهر منطلقات المركز والمجلة، تخضع لنقاش عميق ومستمر ومثمر، في الوقت الذي بدا فيه العالم كما لو أنه يتعرض للتفكك وإعادة البناء. حيث بدأت تتهاوى الكثير من المسلمات، وتحول العالم إلى عالم القطب الواحد الذي رفع شعار “نهاية التاريخ” الذي روج له المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما معلناً من خلاله بداية عالم جديد تتحلل فيه الأنظمة الشمولية وتتداعى، لتحل محلها قوى وأنظمة منفتحة على القيم الإنسانية الحرة في ظل سلام اجتماعي ورخاء واستقرار يسود العالم كله!

إلا أن نظرية “نهاية التاريخ”، وخلال عقد واحد، قادت العالم إلى فوضى جديدة، تكشفت خلالها خرافة “نهاية التاريخ”، التي عبرت عن نفسها بإثارة أزمات جديدة، ذهب ضحيتها العديد من الشعوب تحت شعارات براقة عن التقدم، والتفاوت والاستغلال والفقر والتخلف.

إن فشل المشاريع المنهجية للتغيير في العالم، وبشكل خاص في مجتمعاتنا الموسومة بالنامية، اقترن بتراجع الشعارات والخطاب السياسي والبرامج الآيديولوجية، وانحسرت مساحة تأثيراتها في الأوساط الاجتماعية، وخيمت على هذه الأوساط التي أثقلت بالهموم والمصاعب، أجواء اللامبالاة والشكوك واليأس.

في هذه المرحلة تبلورت ملامح المشروع التنويري الذي بدأ مجرد فكرة في بداية ستينيات القرن الماضي، ليتحول فيما بعد إلى مؤسسة فكرية حملت اسم “الأبحاث والدراسات” الذي قدم مشروعاً جديداً من خلال مطبوعاته ومجلته (النهج)، مشروع يسعى لتنمية قدرات الإنسان ومساعدته في اكتشاف طريق التحرر الحقيقي، وسعى المركز إلى كشف زيف شعارات الرأسمالية المتوحشة التي توهمت أنها وحدها من يصنع التاريخ .